حزام أمان أم أحزمة أمان
كلمة الأردن / القس سامر عازر
قيام دائرة السير بفرض قانون ربط الحزام لكافة الركاب داخل المركبة يستقبل بسرور وغبطة لأنه إجراء لا بد منه كما
في دول العالم المتقدم كوسيلة حماية للركاب الذين يستقلون المركبات في تنقلاتهم من مكان لآخر. والتقيد بهذا القانون
يحتاج إلى ثقافة مرورية عالية بإستخدام كل الوسائل الإعلامية والتربوية والدعائية وغيرها للترويج لحزام الأمان
كوسيلة حماية وليس كوسيلة عقاب، وبأن حزام الأمان يخص ليس فقط سائق المركبة بل جميع ركّاب السيارة كبارا وصغارا.
علاوة على ذلك يجب فرض قانون كرسي الأطفال في داخل السيارة بحسب أعمارهم، فغالباً ما يكون هؤلاء الأطفال هم
ضحايا الإهمال في التقيد بأنظمة وتعليمات السير، ومخالفة هذه القوانين يجب أن تكون غليظة وأن تعتبر من المخالفات
الكبيرة والتي يسجل عليها نقاطاً لأنها تتعلق بحياة وسلامة الركّاب.
احزمة الأمان
وأما أحزمة الأمان الأخرى التي يجب فرضها من قبل إدارة السير فهي التقيد بالسرعة في داخل المدن وخارجها، فعملية
التسارع داخل المدن هي إحدى أسباب الأكتظاظ وأزمة السير، وعلى العكس فيجب تحديد السرعة داخل المدن
وداخل العاصمة عمان بما يتناسب مع طبيعة الشارع وكثافة الوجود السكاني.
فالتقيد بالسرعة وعدم التسارع داخل المدن لا يخدم فقط حياة الموطنين وإنما يسهل حركمة السير بيسر وسهولة. فالمركبة هي وسيلة للتنقل وليس أداة للقتل والإيذاء.
والقيادة كما يقول الكثيرون هي ” فن وذوق”، ولكن هذا الفن يجب تعلّمه كما يتعلم الإنسان الرسم، والذوق هو ثقافة يجب
العمل على تعزيزها وتجذيرها في المجتمع بكافة السبل والوسائل المتاحة.
ومن أحزمة الأمان الأخرى في القيادة هو قانون يمنع بتاتاً إستخدام الهاتف النقال من قبل السائقين، أو حتى حمله باليد أثناء القيادة.
مخالفة استخدام الهاتف
فقد أثبتت الدراسات والمنشوارت أن إستخدام الهاتف النقال أثناء القيادة هو من الأسباب الرئيسية في التسبب بالحوادث
القاتلة والمميتة والتي يدفع ثمنها الأبرياء جراء الإستهتار واللامبالاة، وهذا ليس من الإيمان، وبلا شك يجب أن تكون
مخالفة استخدام الهاتف النقال كبيرة ويسجل عليها نقاط.
وما نترجاه من دائرة السير عدم التساهل في هذه المخالفات الخطرة، لأنها قد تؤدي إلى كوارث ومصائب مجتمعية، وما
نترّجاه من أمانة عمان والبلديات ضرورة تخطيط الشوارع بشكل دائم ومنتظم بالخطوط الصفراء على جوانب الطيرق
والبيضاء في المسارب، مما يسهل على السائقين التقيد في مساربهم، وتغليظ العقوبة على من يقوم على تغيير مسربه بشكل مفاجئ أو بدون إستخدام ضوء المؤشر (الغماز).
للأسف، لقد أصبح الخروج للشارع أمر مقلقاً للغاية، وأصحبت الحوادث مصدر خسارة وطنية تتعدى الثلاثمائة مليون دينار
سنوياً جراء الحوداث، وضحايا السير ما يزيد عن السبعمائة ضحية سنوية.
فلنبدأ حملة قيادة آمنة بالتقيد بحزام الأمان والسرعة المحددة والتزام المسرب وعدم إستخدام الهاتف النقال ووجود أرصفة مناسبة للمشي عليها. والسلامة للجميع!