أحزاب تحكم اوطان وأحزاب ديكور

0 38

كلمة الأردن


بقلم / احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم .

مشهد في غاية الروعة والإبهار ، رسمته الإنتخابات التركية بشقيها الرئاسي والنيابي ،

من خلال ممارسة ديمقراطية حقيقية ، ومشاركة شعبية فعلية من كافة فئات المجتمع

بنسبة زادت عن ٨٨./. ، حيث أقر طرفي معادلة الحكم ” حاكم ومحكوم ” بأن الطريق

الأقصر والأسلم والأفضل للحكم الرشيد ، وارتباط المسؤولية بالمسائلة يأتي عبر

صناديق الإقتراع .

حزب العدالة والتنمية والرئيس طيب رجب أردوغان تسيدا الحكم في تركيا منذ أكثر من

عشرين عاماً ، ولهم إنجازات وبصمات واضحة المعالم في أغلب المجالات ، ومن خلال

تواجدهم على رأس مفاصل الدولة حيث صناعة القرار تحقق لتركيا نهضة إقتصادية

وإجتماعية وسياسية يشار لها بالبنان ، وتعاظم دورها الإقليمي والدولي .

قبل إستلام حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم ، كان المشهد السياسي التركي غارق في

حالة من عدم الإستقرار ، ويعاني من صراع محموم للقوى السياسية المختلفة على

السلطة مما كان له نتائج سلبيه وخيمة على الإدارة العامة للدولة ، ولقد وفرت تلك

الظروف الغير طبيعية بيئة خصبة للجيش لتنفيذ إنقلابات عسكرية ، والتدخل الدائم في

قرارات الحكم المدني بحجة الحفاظ على علمانية الدولة التي أرسى قواعدها كمال

اتاتورك مع إعلان تركيا دولة جمهورية .

حزب العدالة وتحالفاته

أردوغان من خلال أغلبية حزب العدالة وتحالفاته ، وثقة الناخب التركي بقيادته ، ووفق

تعديلات دستورية شملت 18 مادة من الدستور ، استطاع إحداث تغيير جذري في بنية

وشكل نظام الحكم من نظام برلماني قائم منذ تأسيس تركيا الحديثه إلى نظام رئاسي ،

حيث سمحت تلك التعديلات بإلغاء منصب رئيس الحكومة وزيادة صلاحيات رئيس

الجمهورية ، وكذلك تم إلغاء القانون العسكري الذي لطالمات لجأت الية القيادات

العسكرية لتبرير تدخلها في السياسة الداخلية والخارجية والانقلاب على الحكومة إذا

اقتضى الأمر ” مراراً وتكراراً ” وبحسب التعديلات أُخضعت المؤسسة العسكرية تحت

رقابة الجهات المدنية ، وتم حصر مهامها في الدفاع عن البلاد بموجب قرار سياسي .

التحولات الجذرية الكبيرة التي أحدثها حزب التقدم والعدالة بقيادة أردوغان في جميع

مناحي الحياة ، والأثر الإيجابي الملموس في تقدم مكانة تركيا وإزدهارها في أغلب

المجالات بحسب مؤشرات القياس العالمية ، لم يكن سبباً مقنعاً لهم لأخذ البلاد رهينة

نزولاً عند شهوة السلطة ورغباتها ، ولم يكن حافزاً لممارسة القمع والإقصاء القهري

للمعارضة أو لمنافسين مفترضين حتى تبقى الساحة السياسية حكرا عليهم ، والطريق

الى الرئاسة والبرلمان ممهدة لهم بنتائج تصيب المرء بالغثيان بنسبة 99.99./. كما كانت

تفعل الأنظمة البائده .

كل مواطن تركي من الممكن أن يكون هو الفيصل وصاحب الصوت الحاسم في إختيار

من هو الرئيس ، وهو الرافعة الأساسية ومحور الإهتمام في جعل كلا المرشحين للرئاسة

والأحزاب المتنافسة من تجويد برامجهم الإنتخابية وتطبيقها على أرض الواقع في حال

النجاح لأن ” الحساب على البيدر ” قادم .

أنظمة ديمقراطية تؤمن بأن الوصول إلى سدة الحكم يأتي عبر صناديق الإقتراع ، من

خلال برامج تنموية محورها الإنسان وغايتها خدمة الاوطان ، لذلك لا تلجأ لهندسة

النتائج ومصادرة الحريات .

حمى الله الأردن واحة أمن وأستقرار .

و على أرضه ما يستحق الحياة .
ناشط وكاتب أردني .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.