القهر الفلسطيني والطفولة المضطهدة

0 104

كلمة الأردن / بقلم الدكتورة باسمة السمعان

تعد القضية الفلسطينية واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحاً وتعقيداً في العالم.

فقد تعرض الشعب الفلسطيني للقهر والظلم والاضطهاد لعقود من الزمن، إذ لم يتمكن من الاستقلال والحرية

والكرامة الإنسانية الأساسية التي تحققها الدول الحرة والمستقلة.

وهذا القهر الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني له تأثيرات سلبية كبيرة على حياة الأطفال

الفلسطينيين، ويتسبب في معاناة شديدة ومتواصلة لهذا الشعب الشجاع.

يتميز القهر الفلسطيني بأنه قهر سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، حيث يمارسه الاحتلال الإسرائيلي على

شتى الأصعدة.

ففي الجانب السياسي، يتعرض الشعب الفلسطيني للإقصاء والتمييز والتهميش، إذ لا يملك أي حق في تقرير

مصيره، ويجبر على العيش في ظروف لا تليق بالإنسانية.

وفي الجانب الاقتصادي، يتعرض الشعب الفلسطيني لحصار اقتصادي مفروض عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي،

ويتعرض للحرمان من حقوقه الاقتصادية والاجتماعية الأساسية.

وفي الجانب الاجتماعي والثقافي، يتعرض الشعب الفلسطيني لسياسة التهويد التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي على

أرضه وشعبه، والتي تستهدف محو هويته الوطنية وثقافته الأصيلة.

وتؤثر هذه الظروف القاسية على حياة الأطفال الفلسطينيين بشكل خاص، حيث يتعرضون لمعاناة نفسية وجسدية

شديدة بسبب الظروف التي يعيشونها، ويعانون من ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة.

فالأطفال الفلسطينيون يشعرون بالخوف والقلق والاضطراب نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليهم وعلى

أهلهم، ويشعرون بعدم الأمان والاستقرار الذي يحتاجه كل طفل لينمو ويتعلم ويتطور.

ويعاني الأطفال الفلسطينيون أيضاً من العديد من المشاكل الصحية نتيجة للظروف القاسية التي يعيشونها، وخاصة

في قطاع غزة حيث تفتقر البنية التحتية للخدمات الصحية ويعاني السكان من نقص حاد في المياه والكهرباء والغذاء

الصحي.

ويتعرض الأطفال الفلسطينيون أيضاً للحرمان من التعليم والتدريب اللازمين لتطوير مهاراتهم وإعدادهم لمواجهة

التحديات المستقبلية، حيث يتعرضون للاعتداءات والانتهاكات المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ويتعرضون

لحصار اقتصادي ممنهج يحرمهم من الفرص الاقتصادية والتعليمية.

ومن جانبهم، يتعرض الشعب الفلسطيني بشكل عام لمعاناة كبيرة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة

الاعتداءات والانتهاكات اليومية التي يتعرضون لها.

ورغم الصعوبات التي يواجهونها، يبقى الشعب الفلسطيني صامداً في وجه الاحتلال ومصمماً على تحقيق استقلاله

وحريته وكرامته الإنسانية الأساسية.

وقد شهدت السنوات الأخيرة نضالات ومقاومات شعبية شديدة في الضفة الغربية وغزة  والارض المحتلة، تعبيراً

عن إرادة الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الأساسية وتحقيق العدالة والسلام في المنطقة

وتتطلب مقاومة الاحتلال الفلسطيني الكثير من الصبر والتحمل والإصرار، إذ يواجه الشعب الفلسطيني العديد من

الصعوبات والتحديات في مواجهة الاحتلال، ويحتاج إلى دعم وتضامن المجتمع الدولي للتغلب على هذه التحديات

وتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.

ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية العمل على تحسين الوضع الإنساني للأطفال

الفلسطينيين ودعمهم في تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وتوفير الحماية اللازمة لهم من العنف والاعتداءات

والانتهاكات التي يتعرضون لها.

ويجب أيضاً على المجتمع الدولي العمل على إيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يحقق العدالة

والسلام والاستقرار في المنطقة، ويحقق حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولة فلسطينية مستقلة

وذات سيادة على أراضيها المحتلة منذ عام 1967، بما يضمن السلام والاستقرار في المنطقة ويحقق أمن وازدهار

واستقلالية لكافة الدول العربية والإسلامية

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.