هنا عمان – لن تمحوها الذاكرة
كلمة _الأردن بقلم الاعلامي : محمد الوشاح
مع مصادفة الذكرى الرابعة والستين لانطلاق إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية ، التي
أسجّل اعتزازي وفخري بالعمل بها عبر سنوات من مسيرتي الاعلامية – المسموعة
والمرئية والمقروءة – فقد التحقت بإذاعة عمان عام 1979 بوظيفة معد ومقدم
برامج ، وعملتُ بأقسام التنسيق ثم البرامج الثقافية فالدراسات والأبحاث فالبرامج
#كلمة_الأردن
الخاصة ثم الانتقال الى دائرة الاخبار وتحديداً في قسم الاخبارية المتخصّص بكتابة
وإذاعة التعليقات السياسية .
#كلمة_الأردن
وخلال عملي في الإذاعة جاءتني دعوة من دولة الامارات للعمل في إحدى وسائلها
الإعلامية كصحفي مسئول ، لأستمر هناك لعدة سنوات ثم أعود ثانية الى الاذاعة
الاردنية – البرامج الموجهة – التي كانت تبث برامجها على الموجة القصيرة الى
أقاصي دول العالم ، فبقيتُ في الاذاعة الموجهة مذيعاً رئيسياً حتى تم نقلي الى
التلفزيون الاردني عام 2000 الى مديرية الأخبار وتحديداً الأخبار المحلية .
#كلمة_الأردن
كانت الاذاعة الاردنية ولا زالت مدرسة إعلامية متميزة ، ضمت نخبة من رجال الإعلام
والفكر ، فكنتُ حتى آخر لحظة أشعر أني تلميذ أمام الأساتذة الكبار مع حفظ
الألقاب : سليمان المشيني وجبر حجات ومحمد الخشمان وسليمان خير الله وهاشم
خريسات وهاني فراج وتوفيق النمري وسليم سعيدات وجورج طريف وغيرهم ،
#كلمة_الأردن
الذين يعود الفضل لبعضهم بتدريبي وصقلي وإفادتي بكل تفاصيل العمل ، وفتحوا
أمامي مجالاً رحباً للتقدم والإنتاج والإبداع ، حيث لقيتُ من المرحوم الأستاذ سليمان
المشيني مدير البرامج دعماً كبيراً عند إعدادي وتقديمي عام 1979 لأول برنامج
اذاعي سميته – المعرّب والدخيل في اللغة العربية – تلاه برامج عديدة أذكر منها
#كلمة_الأردن
المنتدى الأدبي الذي استمر لنحو عام كامل ، وبرنامج تاريخ الأردن الذي أتاح لي زيارة
كافة المواقع التاريخية والأثرية في المملكة ، وبرنامج مع الضيوف العرب وبرنامج
آخر مع المغتربين الاردنيين وغيرها ، وكل برنامج أذعته في البدايات كانت له
بصمات في ذاكرتي ، إضافة الى البرامج الخاصة التي كانت تُسند لي وأذيعها في
المناسبات الوطنية ، فضلاً عن تقديم نشرات الأخبار اليومية على الهواء مباشرة عبر
الإذاعة الموجّهة .
#كلمة_الأردن
وهناك في الذاكرة الكثير من المواقف الطريفة والمثيرة والصعبة التي لا أنساها
في حياتي ، وقد أشرتُ الى عدد منها في كتابي – أوجاع صحفي – وكان أبرزها قراءة
بيان نعي جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه في السابع من شهر شباط
عام 1999 م حينما كنتُ يومها مناوباً في الاذاعة الموجّهة ، حيث اعتذر الزملاء
والزميلات عن اذاعته بسبب هول الصدمة التي كان يعيشها الجميع ، وهنا بادرتُ
#كلمة_الأردن
بعدما تمالكتُ أعصابي بإذاعة النبأ الحزين كما ورد من الديوان الملكي ، فكانت
تلك
اللحظة من أشد وأصعب اللحظات التي لا أنساها في حياتي ، حيث أمضيت عدة
ساعات على الهواء مباشرة وأنا أرتجل من غير تحضير الفقرات الرثائية بصوت
مخنوق وبنبرة حزينة ومؤثرة .