ملخص زيارة البابا الى الكونجو وجنوب السودان

0 217

كلمة الأردن_خاص

اختتم قداسةُ البابا فرنسيس زيارتَه الرسوليةَ إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوبِ السودان وقد وصف قداستُه الرحلتين بزيارةِ سلامٍ مسكونية ، وحاجٍ للسلامِ والمصالحة ، ، وقد كان شعارُ الزيارةِ الى الكونغو – مصالحون في المسيحِ يسوع – أما شعارُ الزيارةِ الى جنوبِ السودان – أصلي ليكونوا واحدا –

ولدى وصولِ قداسته الى مطار العاصمة كينشاسا كان في استقباله رئيسُ الكونغو فليكس تشيسكيدي وأعضاءُ مجلس الأساقفة وكبارُ الشخصياتِ الدينيةِ والرسمية ، كما استقبلته الجماهيرُ الحاشدةُ بفرح وبهجة ، وحال وصوله الى العاصمة في رحلةٍ رافقه فيها رئيسُ أساقفة كانتربري والمسئولُ الأبرزُ في المجلسِ العام لكنيسةِ اسكتلندا ، ترأس البابا فرنسيس قداساً الهيا حضره نحوُ مليونِ شخصٍ قدم معظمُهم من مسافاتٍ بعيدة ، ومن بينهم عشراتُ التلميذاتِ اللواتي ارتدين ملابسَ بيضاء .

وفي حديثه خلال القداس الذي شاركت به جوقةٌ مؤلفةٌ من سبعِ مئةِ شخص ، دعا البابا فرنسيس إلى السلام في الكونغو وقال : إنه على الأطرافِ المتصارعة أن تغفرَ لبعضها البعض ، وأن يمنحَ كلُ جانبٍ خصومَه عفوَ القلبِ العظيم ، مشيراً قداستُه إلى فوائد تطهير القلوب من الغضبِ والندم ومن كلِ أثرٍ للضغينةِ والعداء .

وقبيل مغادرته العاصمة كينشاسا التقى الأبُ الأقدس المطارنةَ في مقرّ مجلسِ أساقفة الكونغو ، ووجّه كلمةً إليهم معربًا فيها عن سرورهِ بإمضاءِ خمسةِ أيامٍ في أرضهم التي تمثلُ بغابتها الكبيرةِ رئةَ العالمِ بأسره .
وأضاف : نحتاج إلى أن نتنفّسَ هواءَ الإنجيلِ النقي ، ونحرسَ قلبَ الإيمانِ الشاب والكنيسةِ الشابة ، المليئةِ بالحياة ، والتي يحرّكها التوقُ إلى الرسالة والإعلانِ أن اللهَ يحبنا وأن يسوعَ هو الربّ
ولفت قداستُه إلى أن الكنيسةَ في هذه البلاد تتألّمُ من أجل شعبها ، وتريد أنْ تجفّفَ دموعَه على غرارِ يسوع
وفي الجزءِ الثاني لرحلةِ السلام وصل البابا فرنسيس إلى جنوبِ السودان في زيارةٍ تهدف إلى الدعوةِ للسلامِ والمصالحةِ في هذه الدولةِ التي ترزحُ تحت وطأةِ حربٍ أهليةٍ وفقرٍ مدقع
وكان في استقباله لدى وصول طائرتهِ إلى مطار العاصمةِ جوبا رئيسُ جنوب السودان سلفا كير وعددٌ من الشخصياتِ وجموعٌ حاشدةٌ من المستقبلين

وبعد وصوله الى جنوبِ السودان التقى قداسةُ البابا فرنسيس الأساقفةَ والكهنةَ والشمامسة والمكرساتِ والمكرّسين والإكليريكيين في كاتدرائيةِ القديسة تريزيا الطفلِ يسوع في جوبا وقد وجّه الأبُ الأقدس كلمةً قال فيها : تخالجني منذ فترةٍ طويلةٍ الرغبةُ في أن ألتقي بكم لهذا أريد اليومَ أن أشكرَ الرب لقد سافر البعضُ منكم ساعاتٍ طويلةً ليكون هنا
أريد أن أشكركم على ما تقومون به في وسطِ الكثيرِ من المحنِ والمصاعب أشكركم باسم الكنيسةِ كلها على تفانيكم وشجاعتكم وتضحياتكم وصبركم أتمنى لكم أيها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء أن تكونوا على الدوامِ رعاةً وشهودًا أسخياء يتسلّحون بالصلاةِ والمحبةِ ويسمحون لنعمةِ اللهِ بأن تُدهشهم فيُصبحوا أدواتٍ لخلاصِ الآخرين

كما التقى قداستُه عدداً كبيرا من النازحين عن أراضيهم بسببِ الحروبِ الأهليةِ والعنفِ والإقتتالِ الدائرِ فيها ، مجددًا دعوتَه للشعبِ هناك لإعادةِ الكرامةِ للنازحين وللنساء والأطفال وإرساءِ السلامِ في هذا البلدِ الذي تقسمه الصراعاتُ على السلطةِ ويعاني أهلُه الفقرَ المدقع
وأضاف : كفى سفكاً للدماء، كفى نزاعاً، وعنفاً واتهاماتٍ متبادلةً بشأن مرتكبيها ، كفى تخلياً عن الشعب المتعطشِ للسلام ، كفى دماراً، وحان وقتُ البناء

وفي ختام زيارته لجنوب السودان ترأس الحبرُ الأعظم قداساً الهياً في جوبا بحضور عشراتِ الآلافِ من المحتشدين ، وتحدث اليهم في عظتهِ وقال :

أريد أن أتوقّفَ عند كلماتِ الحياةِ التي وجهها لنا ربنُا يسوعُ في الإنجيل ، أَنتُم مِلحُ الأَرض الذي هو نكهةٌ للطعامِ وأنتم نورُ العالمِ الذي يسطعُ في الظلمات ، أتمنى أن تكونوا جماعاتٍ مسيحيةً تنير الجميعَ وتُظهر أنه من الجميلِ والممكنِ أن نعيشَ ونتحلّى بالرجاءِ ن وأن نبني معًا مستقبلًا متصالحًا .
وفي ختام كلمته عبر البابا عن أمله في أنْ يسمعَ قادةُ دولةِ جنوب السودان رسالتَه التي ركزت على نبذِ العنفِ والمضيِ نحو السلامِ بعد اقتتالٍ استمر أكثرَ من عشرِ سنواتٍ من عمرِ الدولةِ الوليدة ، وقال مخاطباً شعبَ السودان
لا تفقدوا الأملَ أبدا ولا تضيعوا أيَّ فرصةٍ لبناءِ السلام

واختتم البابا فرنسيس رحلتَه التاريخيةَ الى جوبا التي استمرت ثلاثةَ أيامٍ ، بوداعٍ حاشدٍ حضره أكثرُ من مئةِ ألفٍ من مختلفِ الطوائفِ الدينيةِ في جنوبِ السودان

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.